شياطين الموت والصمت في صبر الموادم
بقلم/ نبيل حيدر
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 11 يوماً
الثلاثاء 10 سبتمبر-أيلول 2013 10:37 ص

كم هو ضئيلٌ حجمنا في كيس المهازل التي تجتاحنا والتي تأتي على ما تبقى من الأخلاق والقيم و كأنها معركة شرسة غايتها القضاء على كل قيمة إنسانية.

وهاهي الحالة المأساوية التي تعيشها منطقة النزاع في (المرزوح وقراضة ) صبر الموادم في تعز قد مرت عليها أكثر من عشرة أشهر و كأنها فيلم سينمائي نتفرج عليه لواذاً و ننتظر ببرود مفجع خاتمته من تلقاء نفسها . حرب ضروس أسقطت عشرات القتلى والمصابين وأسفرت عن نزوح عشراتٍ وعشراتٍ من الأسر التي لا تملك حولاً ولا قوة في مواجهة آلة الغطرسة القاتلة بين طرفين استخفا بحياة الناس و حولا كل شيء إلى جحيم 

الدولة عما يدور هناك غافلة غائبة, والمنظمات الحقوقية وتلك التي تقول أنها ترصد جرائم الجماعات المسلحة ترنو بنظرها بعيداً جاهلةً متجاهلةً لأن الأمر لا يعنيها في الشق السياسي والزاوية الضيقة للمذهبية . وعلى الرصيف تتساقط صرخات أبناء المنطقة حيث لا مجيب و لا مغيث آدمي يتدخل حتى من باب المروءة ويحاول أن يوقف القتل والتشريد وآثارهما التي تمتد طويلاً . • إنها ظاهرة مجموعة من الغرائب منها ظاهرة التبلد الذي ينخر في النفوس والقلوب والعقول ويحيلها رماد بشري لا أكثر , ومنها التعامل الصامت لمحافظ تعز مع القضية التي يتساقط ضحاياها بشكل شبه يومي . ومن تلك الغرائب الصمت المطبق الذي يخيم على نشطاء حقوق الإنسان على وجه الخصوص فيما كان ينبغي أن تكون هذه الحرب رأس حربة لكل المناشط حتى تضع أوزارها و يُنظر في وضع ضحاياها و كيف يجبر كسرهم و مصابهم . ومن الغرائب غياب الشخصيات الاجتماعية والأعيان وعدم قيامهم بواجبهم الذي يفرضه هذا الحدث . • في صبر الموادم شياطين تتقاتل وأبرياء يسقطون, وفي غير صبر الموادم شياطين صامتون يتفرجون ورمالهم إرباً وغاياتٍ . لكن ذلك لا يعني أن تقف الدولة والحكومة والأحزاب السياسية التي تتشارك الحكم وتتقاسم خبزه وزيتونه وشعيره موقف المتفرج . فتلك الدماء في رقابهم جميعاً.