حواف العمر
بقلم/ نبيل حيدر
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 4 أيام
الإثنين 16 سبتمبر-أيلول 2013 05:15 م

ﻻ ﺃﻗﻬﺮ ﻣﻦ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ.. ﻻ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮًﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻭﺃﻓﺮﺍﺡ ﻭﺃﺗﺮﺍﺡ ﻭﺗﻘﻠّﺐ ﺍﻷﻳﺎﻡ.. ﺇﻧﻬﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺠﺄﺭ ﺑﺎﻟﺼﻮﺕ. ﺧﺬﻻﻥ ﺃﻣﺴﻰ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺗﻠﻚ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﺣﻘًّﺎ.. ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ، ﻭﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ، ﺧﺎﺻﺔ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺚ ﻭﺗﻐﺮﻱ ﻭﺗﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﻋﺪﻡ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺘﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﻷﺭﺫﻝ؟! ، ﻭﺍﻷﺭﺫﻝ ﺃﺷﺪ ﻣﺤﻨﺔ ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻧًﺎ.. ﺗﺨﺘﻨﻖ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﻻ ﺗﺠﺪ ﻣﺘﻨﻔﺴًﺎ.. ﺩﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻻ ﺗﻌﺎﺩﻟﻬﺎ ﺩﻣﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﺩﻣﻌﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ ﻻ ﻳﻌﺎﺩﻟﻬﺎ ﻗﻬﺮ. ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ ﺗﻨﻀﺢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺤﻦ ﻭﻭﺿﻊ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺸﺤﻦ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭﺍﻟﻌِﺪﺍء ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﻡ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺐ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﻨﻊ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﺨﻄﻴﺐﺍﻟﻤﻨﺒﺮﻱ، ﻭﻻ ﺗﺼﻨﻊ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﺎﻗﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ. ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻛﻔﻜﻔﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺗﺄﻣﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﺴﻮﺓ ﺃﺑﻨﺎء ﻭﻗﺴﻮﺓ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﺮﻣﻴﺎﻥ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻴﺒًﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻓﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻣﺠﺎﻧًﺎ . ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﻟﻤﺎ ﺗﺪﻭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺠﻼﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ. ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻛﺸﻒ ﺣﺴﺎﺏ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ .