أركان جريمة الحزام الناسف وعلاقتها بالمواقف السياسية الأخيرة
بقلم/ عباس الضالعي
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 13 يوماً
الخميس 09 أكتوبر-تشرين الأول 2014 10:27 ص

في البداية ادين حادث الانفجار الإرهابي الذي حدث صباح اليوم في ميدان التحرير بصنعاء سائلا المولى عز وجل ان يرحمهم جميعا ويصبر اهلهم وذويهم ونؤكد على ضرورة الكشف عن الجناة الحقيقيين وتقديمهم للعدالة .

ستظل اليمن تعيش تحت وطأة الانفلات الامني والاحزمة الناسفة مع غياب سلطة الدولة ، عمليا جماعة انصار الله مسئولة عن الامن في صنعاء بسبب تواجد عناصرها في شوارع العاصمة ومؤسسات الدولة ، وهذا ما يجعلها مسئولة مسئولية كاملة عن الامن .

اركان جريمة اليوم جلال عبد ربه منصور هادي وجهاز الامن القومي والامن السياسي والاستخبارات العسكرية وامن العاصمة كلا حسب هدفه ووظيفته .

جلال هادي يسعي من فترة طويلة لتغيير رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه الذي استخدم ضده وسائل قذرة كثيرة بهدف تشويه صورته وبتعاون من والده عملا علي اضعاف الحكومة وعرقلتها من اجل زعزعة ثقة الناس بها للوصول الى قناعة كاملة بتغييرها وتعيين رئيس حكومة يخضع لتوجيهات جلال ووالده .

الحزام الناسف الذي ذهب ضحيته عشرات الابرياء بين قتيل وجريح هو رد فعل طبيعي ومتوقع على موقف انصار الله الرافض لتعيين احمد عوض بن مبارك رئيسا للحكومة تم اختياره بعناية تامة لضمان السيطرة علي الخزينة العامة واخضاع الوظيفة العامة (قرارات التعيين الحكومية) لسلطة جلال لتوزيعها كهدايا مجانية لشراء ولاءات المسئولين في جهاز الدولة .

من غير المعقول استبعاد جلال هادي كمخطط ومدبر اساسي للجريمة من اجل اضفاء صورة علي المشهد العام بأن العملية الانتحارية هي صراع طائفي " سني شيعي " وانها - العملية - هي تدشين مرحلة مقاومة سنية ضد الشيعة ، هكذا يريد جلال نقل الصورة العامة للمشهد الدموي للعالم ودول الاقليم .

الضربة القوية التي وجهها عبد الملك الحوثي لهادي وانعكست اثارها عند جلال هادي وافقدته طموحا ظل يعمل من اجله لحوالي اكثر من عام وتبخر هذا الطموح بعد ان كان حقيقة ماثلة .

كان شرط هادي ونجله جلال علي جماعة انصار الله هو الغاء مظاهرة اليوم الخميس مقابل التراجع عن تعيين بن مبارك وهذا الشرط بالنسبة للحوثي يعتبر مرفوضا واصر علي اقامة الفعالية مع تعديل بسيط للمكان الذي كان قد حدد في ميدان السبعين بجوار دار الرئاسة وتم نقل الفعالية الي ميدان التحرير ، وعدم قبول الحوثي لالغاء الفعالية خاصة بعد قيام جلال بنشر اخبار في مواقعه الالكترونية ان الحوثي الغى فعالية التظاهر مقابل التراجع عن تعيين بن مبارك وهذا الرفض الحوثي كان دافعا مقبولا لجلال لاستغلال المناسبة .

على جماعة الحوثي ان تدرك خطورة سيطرتها على الامن عمليا دون غطاء رسمي وهذا ما يدفع بعض الجهات المحلية والاقليمية للتسلل وتنفيذ عمليات من هذا النوع وبغطاء طائفي ، ولضمان التحكم على الانفلات يجب على انصار الله اخلاء مسئوليتهم عن الامن او السيطرة على الامن من خلال السيطرة رسميا على اجهزة الامن كاملة .

اما دور بقية الجهات المسئولة عن اركان جريمة اليوم فدورها يتوقف بمسئوليتها الرسمية ومسئولية تقصيرها والتعامل مع الركن الاساسي للجريمة وتقديم التسهيلات اللوجستية للمنفذ .

واستمرارا لارباك المشهد العام قام هادي بالاجتماع بسفراء الدول العشر واطلاعهم علي الاوضاع وتحميلهم مسئولية مايحدث في اليمن ومنها جريمة اليوم الخميس وهذا هو تحريض واضح على جماعة انصار الله ، وموقف هادي يعتبر طعنة غادرة لانصار الله من خلال تحريض المجتمع الاقليمي والدولي عليهم وهو الاسلوب الذي تفوق به هادي خلال المرحلة السابقة .

انصار الله امام اختبار حقيقي ، اما النجاح او الفشل ، النجاح مرهون بقدرتهم على السيطرة على ادوات السلطة وفشلهم مرهون بوجودهم على الارض دون أي صفة رسمية .

سيظل هادي ونجله يلعبون على التناقضات وخلق صراعات تستهدف القوى الوطنية وخاصة انصار الله الذين يتحملون جزءا كبيرا من المسئولية وستظل توجه اليهم سهام الغدر الساسية والاحزمة الناسفة عمليا على الارض.

اعلان انصار الله بتحديد الجهة التي تقف خلف عملية اليوم الخميس هو تحديد ذكي وله ارتباط برد الفعل لرفض بن مبارك الذي تم اختياره بدعم ومساندة السفير الامريكي ، وهذا يعني ان الرفض ضربة لجلال وهادي والامريكيين بإعتبار ان بن مبارك بضاعة خاصة بهم وليس بالشعب اليمني .

جريمة اليوم الخميس هو رد فعل متوقع لموقف رفض بن مبارك من قبل الحوثي واستغلالها لصالح خلق بيئة تشبه البيئة الموجودة في العراق بعد 2003 وفي سوريا بعد 2011 .