جائحة المراكز الصيفية الحوثية
بقلم/ محمد بن عيضة شبيبة
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 10 مايو 2023 08:54 م
 

لا تتوانى مليشيا الحوثي الإرهابية المنحرفة عن استغلال كل مناسبة لصالح مشروعها الطائفي الدموي، بما في ذلك العطلة الصيفية لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات فتعمد منذ انقلابها وعدوانها الغاشم إلى فتح معسكراتها الصيفية لاستقطاب الطلاب في مناطق سيطرتها وغسل أدمغتهم بأفكارها المتخلفة وثقافتها العنيفة، محاولة طمس الهوية الوطنية وإحلال هوية فارسية دخيلة على المجتمع شعارها الموت وجوهرها الخرافة والتضليل، وصولاً إلى استدراجهم والزجّ بهم في حروبها العبثية.

إننا بالفعل أمام جائحة كبرى وخطر داهم وشرّ مستطير ما لم تتضافر الجهود كافة لمواجهته واتقاء شره ودحض شبهاته وأباطيله، بما في ذلك جهود العاملين في حقل الصحافة والإعلام الذين يعول عليهم القيام بدور محوري في مضمار المواجهة الفكرية والتخفف من عبء المناكفات السياسية والتراشقات الإعلامية داخل الصف الجمهوري التي أرهقت الجميع وبددت الجهود والوقت.

وفي سياق المواجهة الفكرية أعدت وزارة الأوقاف والإرشاد بما يتناسب وإمكانياتها المتاحة الخطة السنوية للمراكز الصيفية الطلابية، نطمح من خلال هذا المراكز إلى بناء الشخصية المتوازنة للطالب (روحياً، اجتماعياً، فكرياً، وثقافياً)، وفق نشاط تربوي صيفي متكامل ليصبح مواطناً نافعاً يخدم دينه ووطنه وأمته. كما أطلقت الوزارة نداء عاجلا للمجتمع اليمني إبراءً للذمة ويُنتظر أن يحظى باهتمام الإخوة والأخوات الإعلاميين والإعلاميات ويكون بمثابة مفاتيح للعمل الإعلامي من أجل التحذير من خطر المعسكرات الصيفية لهذه المليشيا الإجرامية.

ويحذر النداء الذي أطلقته الوزارة من أنّ هذه المعسكرات الحوثية ما هي إلا مِحاط تدريبٍ وتأهيلٍ قتالي للشبابِ المغرر بهم الذين يسهل تدجينُهم فكريا، خاصّة وأغلبهم في سنّ المراهقة، ودون المستوى المطلوب من الوعي والتحصين الفكري المطلوب، ومن ثَمّ إرسالهم إلى جبهاتِ القتال، للزجّ بهم في معاركَ عبثيةٍ، لخدمةِ أجندات طائفية مشبوهة، تخدم في محصلتها النهائية المشروعَ الإيراني الصفوي في المنطقة.

وقد رأينا بالفعل مخرجات هذه المعسكرات خلال الأعوام الماضية، وسمعنا عن شبابٍ يافعين عادوا من هذه المخيمات والدورات، وقتلوا أقاربهم وجيرانهم، لاختلافهم معهم، بعد أن تعرضوا لعمليةِ مسخٍ عقائدي وثقافي، تحولوا بعدها إلى مجرمين قتلة.

إننا في وزارة الأوقاف والإرشاد نسعى جاهدين لإسناد معركة النضال الوطني المسلح لأبطال جيشنا الوطني في الدفاع عن الهوية اليمنية ومقاومة عدوان المليشيا الحوثية وجرائمها اليومية من خلال التعاميم الصادرة للخطباء والمرشدين والدعاة في كل مناسبة مواتية محذرين من خطر التجريف الفكري الذي تتعرض له بلادنا على يد هذه العصابة المارقة، كما تعمل الوزارة في ضوء استراتيجية عامة لنشر الوسطية والاعتدال، وربط المواطن اليمني بهويته وثقافته العربية الأصيلة، ونبذ التعصب بكافة أشكاله.

كل ذلك بالتوازي مع مهام أخرى كبيرة تتحملها الوزارة التي أُعيد بناؤها في غضون عامين إداريا وبنية تحتية وشهدت وزارة الأوقاف بفضل الله أولا ثم بدعم القيادة السياسية وتعاون كل كوادرنا المتفانية نقلة نوعية كبيرة في مختلف المجالات، من حيث مسارات الإنجازات، وآليات العمل والمتابعة، إنْ على صعيد التواصل والتنسيق محلياً أو خارجياً في إطار عمل دؤوب ومتواصل. وفي مواجهة محاولات المليشيا الحوثية الإساءة للقرآن الكريم

وتحريف مفاهيمه وتشويهه، سعينا جاهدين في وزارة الأوقاف والإرشاد إلى إعادة ترتيب وضع قطاع تحفيظ القرآن الكريم في مختلف محافظات البلاد المحررة، وشكلت وزارة الأوقاف والإرشاد مشيخة الإقراء اليمنية من كل أنحاء اليمن. وبفضل الله وعونه، ساهم ترتيب وضع قطاع القرآن في فتح باب المنافسة وأعاد لليمن ألقه وحضوره المشرف في المسابقات الدولية للقرآن الكريم وشهدنا خلال العامين الأخيرين فوز القراء اليمنيين بجدارة في المراتب الأولى للعديد من المسابقات القرآنية العالمية.

إننا في وزارة الأوقاف نرى أن التوعية والإعلام والإرشاد مهمة تكاملية، لا تقف عند حد تحذير خطيب المسجد من الأفكار الإرهابية والطائفية فقط، بل يتجاوز ذلك إلى الأنشطة المدرسية والجامعية، والإعلام بكل أنواعه المسموع

والمرئي والمقروء. وعلاوة على ذلك، نحن الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح معهد البيحاني بعد إعادة تأهيله جراء استهدافه من قبل المليشيات الحوثية في عدن عام ٢٠١٥، وسيستأنف المعهد دوره في تخريج علماء ودعاء وسطيين يسيرون على نهج الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني وغيره من علماء اليمن الذين أثروا المكتبة الإسلامية بأفكارهم التنويرية والوسطية.

ولا يفوتنا التذكير هنا بضرورة الإشادة بدور الدعاة والمصلحين والخطباء وتضحياتهم في سبيل إعلان كلمة الله وبيان ما أنزل الله، وإنه ليحزننا أشد الحزن أن يكون ردُّ الجميل لهم بالاعتداء عليهم وإزهاق أرواحهم ظلماً وعدواناً، وآخر تلك الاعتداءات جريمة قتل الشيخ عبدالله الباني رحمه الله في محافظة شبوة عقب صلاة عيد الفطر المنصرم، وهي جريمة مدانة بكل المقاييس وأتابع شخصيًا بشكل يومي مع الجهات المختصة هذه القضية وقد كلفنا محاميًا لمتابعة اغتيالات الخطباء والتنسيق مع الجهات المختصة وبالطرق القانونية.

نسأل الله العلي القدير أن يكلل جهود الجميع بالنجاح، وأن يُذهب عنا وعن بلادنا البلاء والفتن ما ظهر منها وما بطن. إنه على ما يشاء قدير