آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

مهمة تفكيك الألغام في قلب حمير
بقلم/ سامي غالب
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الأحد 26 أغسطس-آب 2012 02:51 ص

القنبلة الموقوتة التي غرسها الرئيس السابق في قلب اليمن وصارت أروع مفاخره بحسب تصريحاته لـ«قناة العربية» غداة جمعة الكرامة في مارس 2011, قد تنفجر في مؤتمر الحوار الوطني المقرر التئامه في نوفمبر المقبل.

اليمن قنبلة موقوتة! كذلك وصف البلد الذي حكمه 33 عامًا في خطبة وداعه الانتقامية من الشعب الذي قوّض أركان حكمه, واقتلعه من كرسيه في ثورة شعبية سلمية أظهرت للعالم أن اليمنيين ليسوا محض قبائل وجماعات عصبوية انحبست داخل الأرض المحرمة على خط الاستواء «الجاهلي», خارج السياسة وعلى هامش التاريخ.

قالها بروحية خاطف يريد فدية, فصار الخاطف الأكثر حظًّا في التاريخ؛ لأن مفاوضين غير أكفاء ووسطاء تبخيسيين سلموه الفدية الخرافية راسمين خط استواء جديد يمكن تسميته إجرائيًا «خط التسوية» الذي تم ترسيمه بمبادرة خليجية تم تدويلها تاليًا بقرارات دولية.

جاءت التسوية المنقوصة برئيس جديد من الداخل والخارج في آن, من داخل المؤسسة الرسمية هو, بيد أنه من خارج السلطة الفعلية. هو الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية المضعضعة بحرب 1994 وبحذاقات غارس القنابل والألغام ومؤيديه, والرئيس الأول الطالع إلى الرئاسة بانتخابات شعبية مباشرة (مثلومة في شرعيتها ونزاهتها بخاصة في الجنوب), و(لسخريات الأقدار) الرئيس الأول القادم إلى عرش حمير المفخخ بالعقارب والثعابين, من خارج المنجم التاريخي لحكام اليمن الكبير خلال القرون الخمسة الأخيرة.

كذلك فإن عبدربه منصور هادي مطالب بأن يتحلى بخفة حاوي ودقة خبير تفكيك ألغام. ذلك قدره مثلما أنه خياره هو الذي تقدم إلى الشعب اليمني بوصفه المنقذ كيما يحظى بشرعية شعبية وفترة سماح قبل أن تحين مواعيد التسديد.

فترة السماح توشك على الانتهاء بعد ستة أشهر من انتخابه, وشرعيته الشعبية عرضة للتآكل السريع في بلد يتناهشه أمراء جماعات ومقامرون وإقطاعيون عسكريون (!) ومصطفون حزبيون وقبليون ومذهبيون وجهويون يستشرسون من أجل الخصم من تمثيلية الرئاسة لصالح توكيد أحقيتهم في احتكار تمثيل قطاعات من البشر أو قطع من الأرض اليمنية.

والآن؟

تقدم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني فرصة ثمينة للرئيس الفريد برسالتها المرفوعة إليه, وفيها مقترحات لمشاريع قرارات رئاسية من شأنها, بالشفافية والكفاءة والعزم, أن تمهد لحوار وطني خلاق, وتعزز شرعية الرئيس بالإنجاز, وتمكّنه, لاحقًا, من تكريس اسمه كقائد تحولي وضع شعبه على المسار الصحيح, على خط المستقبل لا خط استواء ولا خط تسوية, علاوة على كونه حاويًا ماهرًا يجيد السيطرة على الحيّات والعقارب والثعابين وشلّ حركتها, وخبير متفجرات أعطب القنبلة التي غرسها سلفه في قلب حمير.

*سامي غالب؛ رئيس تحرير صحيفة «النداء» اليمنية.

**المقال نقلًا عن صفحة الكاتب على موقع «فيسبوك».