وصول أقدم سجين يمني في السجون المصرية..وشقيقة تمنى احتضانه ومعانقته.. وناشد رئيس الجمهورية التكرم بالعفو عنه

الأحد 28 سبتمبر-أيلول 2008 الساعة 12 صباحاً / محمد الصالحي - مأرب برس، خاص
عدد القراءات 6437

وصل يوم امس الجمعة إلى العاصمة صنعاء السجين اليمني بالسجون المصرية عادل جابر عبد الله القعيطي بعد ان قضى ما يقارب الـ18 عام في سجن القناطر الخيرية – القاهرة، قام في تلك المدة بالإعمال الشاقة المؤبدة، وقد تم نقله في الحال الى السجن المركزي بصنعاء.

القعيطي والذي ينتمي الى محافظة حضرموت تم الإفراج عنه بناءً على اتفاقية أبرمت بين اليمن ودولة مصر تنص على تبادل السجناء بين الجانبين على ان يتم إتمام تنفيذ الأحكام والعقوبات في بلد السجين.

وفي حديث لـ\" مأرب برس \" قال ناصر القعيطي شقيق السجين عادل، ان نقل أخيه إلى اليمن جاء بناء على اتفاقية تبادل السجناء بين البلدين، وبعد ان قمنا بدفع الغرامة التي حُكم بها على أخي وهي 100 الف جنية مصري ما يعادل ( ثمانية عشر الف وثمانمائة دولار )،قام الأخ محمد بن حبتور بجمع مبلغ ١٨٨٧٠ دولارا أمريكيا وقام بتحويل المبلغ إلى السفارة اليمنية.

واذكر ناصر انه قام بزيارة شقيقة إلى السجن المركزي وكان شبك السجن فاصل بينه وبين احتضانه، وقال انه تمنى ان يسمح له باحتضان أخيه ومعانقته، وطالب ان يسمح له بالعلاج نظراً لما يعانيه من أصابه في عموده الفقري .

وناشد ناصر في حديثة رئيس الجمهورية بالتكرم بإصدار عفو رئاسي عن شقيقة للعفو عن باقي الفترة المتبقية وهي سنتين وبضعت أشهر، وان يواصل ما قام به من توجيه للسفارة اليمنية في القاهرة بمتابعة قضيته، منذ العام 96م.

عادل القعيطي والذي ن شرت مأرب برس مأساته ورسالته إلى رئيس الجمهورية والتي وصف نفسه بأنه أقدم سجين يمني في مصر دخل السجون المصرية وهو في سن العشرون وغادرها الى السجون اليمنية بعمر 39عاماً، عادل، ينحدر من أسرة القعيطي الحضرمية انتقل إلى مصر لغرض دراسة آداب لغة عربية في جامعة القاهرة أثناء أزمة الخليج الأولى 1991م.

وكغيره من اليمنيين عصفت به أزمة الخليج، ولم تغفر له وإن كان من مواليد السعودية، إذ لاحقته لعنتها إلى مصر، فبعد وصوله إلى القاهرة بخمسة أيام، وجد نفسه مرمياً خلف القضبان، بتهمة حيازته 42 جراماً من الهروين، فيما ظل ينفي التهمة حتى الآن، وقال أمام القضاء المصري إنها تهمة لفقها له شخص كويتي تربطه علاقة بأحد الضباط المصريين النافذين، بسبب قيامه (أي عادل) بنقد الحكومة الكويتية والاصطفاف مع سياسة صدام حسين، لكن دون جدوا، ففي 24 نوفمبر 1992 أصدر القضاء المصري حكماً قضى عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة وتغريمه 100 ألف جنيه مصري، هو يعاني من أمراض عدة أبرزها انزلاق غضروفي في الفقرتين الرابعة والخامسة من العمود الفقري.

حاول عادل التأقلم مع عالمه الجديد وراء سور السجن، كما ظل يتشبث بالأمل، في مايو 2005 أبرمت وزارة العدل اليمنية ووزارة العدل المصرية اتفاقية تنص على تبادل المساجين، وتم المصادقة عليها العام الفائت 2007 من قبل مجلس النواب اليمني ومجلس الشعب المصري.

الاتفاقية ذاتها أبرمتها مصر مع كثير من الدول، وأثبتت نجاعتها خلال الثلاثة الأشهر الماضية، إذ أخذ عدد نزلاء عنبر الأجانب يقل. فيما عادل القعيطي ما يزال حريصاً على توديع زملائه بفيض دموع فرائحية، لتغدو عقب انتهاء المشهد حسرة وغصة موحشة؛ لمجرد أنك يمني.

عادل يتيم الأبوين وله 5 أشقاء، وشقيقتان عادوا إلى اليمن أثناء أزمة الخليج، وكان مدير مكتب رئيس الجمهورية بعث بمذكرة للسفير اليمني بالقاهرة في مارس 1996، طالب فيها باتخاذ الإجراءات ومساعدة عادل. لكن مذاك ظل عادل بدون مساعدة.