توجيهات صارمة بضرب أي تحرك حوثي وقيادي حوثي يؤكد: مستعدون لـ"خيار القوة" (تقرير)

الثلاثاء 26 أغسطس-آب 2014 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - وكالة شينخوا - فارس الحميري
عدد القراءات 13538

تتعرض العاصمة اليمنية صنعاء للحصار المسلح الذي يدخل اليوم (الثلاثاء) أسبوعه الثاني على التوالي في ظل تصاعد الأزمة بين السلطات وجماعة الحوثي المسلحة الشيعية.

وصعدت جماعة الحوثي من تحركاتها منذ يوم الاثنين الماضي تحت ثلاثة مطالب هي إسقاط الحكومة والإجراءات الاقتصادية المتمثلة برفع الدعم عن المشتقات النفطية, وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي أنهى أعماله مطلع الجاري.

ويوم الثلاثاء الماضي نصب المئات من أنصار الحوثيين "مخيمات اعتصام مسلحة" على المداخل الرئيسية للعاصمة صنعاء, ولا تزال هذه الجموع مستمرة, وتفرض طوقا عسكريا كاملا على العاصمة. كما تقوم هذه المجاميع المسلحة بتفتيش المارة في المداخل الرئيسية للعاصمة, في ظل تزايد السخط الشعبي من هذه التصرفات.

ويوم الجمعة الماضية بدأت الجماعة فتح مخيمات اعتصام سلمية داخل العاصمة, في منطقة قريبة من ثلاث وزارات "الداخلية, الاتصالات, الكهرباء" في الجهة الشمالية من العاصمة, قالت السلطات بأنها "تهديد خطير للأمن والسكينة".

وشكلت السلطات اليمنية يوم الخميس الماضي لجنة وطنية لاحتواء الأوضاع , وتفاوضت اللجنة مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في محافظة صعدة معقل الجماعة, إلا أن اللجنة أعلنت قبل يومين فشلها رسميا.

وعقب ذلك أعلنت الجماعة أنها أرسلت رؤية تتضمن مقترحات حلول إلى الرئيس عبدربه منصور هادي, إلا أن السلطات لم ترد على تلك المقترحات حتى اللحظة, حسب قيادي بارز في الجماعة.

ووزعت الجماعة على وسائل الإعلام نص مضمون الرؤية التي احتوت على سبع نقاط, بعد أن كانت ثلاث فقط, وهو ما اعتبره مراقبون بأنه "ابتزاز".

وتشهد العاصمة صنعاء توترا كبيرا مع استمرار تصعيد الجماعة , وتوجيهات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي برفع درجة الاستعداد القتالي في صفوف الجيش والأمن لمواجهة أي احتمالات قد تفرضها الجماعة.

ومنذ نحو أسبوع عقد الرئيس هادي ثلاثة اجتماعات باللجنة العسكرية والأمنية العليا في البلاد , وعدد من الاجتماعات مع قيادات الدولة لمناقشة التطورات في ضوء تحركات وتصعيد الحوثيين.

ونشر الجيش اليمني عددا من الوحدات العسكرية بشكل مكثف بالقرب من مخيمات الاعتصامات , وفي الشوارع الرئيسية المتاخمة للحزام الأمني للعاصمة.

وذكر شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن قوات من الجيش فرضت العديد من نقاط التفتيش والحواجز العسكرية في مناطق عدة من العاصمة, وأنزلت مدرعات ودبابات إلى بعض المناطق تحسبا لأي طارئ.

وفي السياق قال قائد عسكري في منطقة "الصباحة" المدخل الغربي الرئيسي للعاصمة صنعاء, والذي يبعد عنه مخيم الحوثيين نحو كيلو متر فقط إن جميع القوات في العاصمة بحالة استعداد قتالي لمواجهة أي احتمالات قد تفرض.

وأوضح القائد العسكري, الذي فضل عدم ذكر هويته , لوكالة ((شينخوا)) أن التوجيهات العليا تمثلت بضرب أي تحرك من قبل المسلحين, وأن الوضع تحت السيطرة كليا, وتنفيذ المهام سيتم بدرجة عالية دقيقة.

وأضاف "نحن حاليا في حالة تأهب قصوى, ولدينا التوجيهات كاملة, وفي حال أي تحرك للمسلحين أو استفزاز سيتم ردعهم وبقوة.

وكان يتحدث القائد العسكري, وهو بكامل سلاحه الشخصي وضعا يده على الزناد , ويوجه الجنود بالتفتيش الدقيق لكل المركبات التي تدخل من المنفذ, قائلا "لا خوف أبدا, نحن جاهزون وقادرون على صد أي هجوم, وإيقاف أي تحرك للمسلحين باتجاه العاصمة".

وفي السياق, قام مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بصنعاء صباح اليوم بزيارة إلى مخيم اعتصام الحوثيين في منطقة "الصباحة" المدخل الغربي للعاصمة, وقال إن هناك نحو 60 خيمة اعتصام تضم مئات المسلحين .

وأضاف "أن المسلحين ينتمون إلى مناطق مختلفة في البلاد , وينتشرون في أماكن عدة مجاورة للمخيمات, كما لديهم نقاط تفتيش على الشارع الرئيسي بالمنطقة".

وتحدث القيادي في الجماعة, أبو الحارث, مشرف مخيمات الاعتصام المسلحة في "الصباحة", أن الحكومة لابد أن تستجيب لمطالب هؤلاء المعتصمين ومطالب الشعب اليمني, وإن لم تستجب فهناك خيارات تصعيد قادمه منها خيار القــوة" .

وأوضح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنهم يدخلون اليوم الاسبوع الثاني على التوالي في اعتصامهم , وأنهم لن يتركوا الاعتصام حتى تحقيق كامل المطالب.

وأضاف "الاعتصام هنا خارج العاصمة, ولا يشكل تهديد للمواطنين, فقط يهدد الفاسدين".

وأكد أبو الحارث, أن الاعتصامات ستحقق مطالب الشعب كاملة سواء بلغة العقل أو بالقوة, وأن لديهم خيارات تصعيدية قادمة أن لم تستجب السلطات, منها "خيار القوة" إذا فرض عليهم من قبل السلطات.

وتحدث أحد المعتصمين المسلحين, يدعى عبدالله الحيمي, لوكالة ((شينخوا)) بأنهم مستعدين للبقاء في الاعتصام لسنوات, وأنه لن يغادر حتى تحقيق كل مطالب الشعب.

ويعيد حصار صنعاء اليوم إلى أذهان اليمنيين, حصار "السبعين ", حيث تعرضت العاصمة عام 1970 , للحصار من قبل القوات الملكية.

واستمر الحصار حينها 70 يوما , وانتصر حينها الجمهوريون على القوات الملكية على الرغم من القوة العسكرية التي كانت بيد الملكيين.