لجنتا التحقيق بأحداث عدن تغادران قبل استكمال التقصي.. والعجي يبرئ رجال الأمن من جرائم القتل

الثلاثاء 08 مارس - آذار 2011 الساعة 08 مساءً / مأرب برس- عبدالرحمن أنيس:
عدد القراءات 12802
 
 

غادرت مدينة عدن مساء أمس الاثنين اللجنتان الرئاسية والبرلمانية المكلفة بالتحقيق في أحداث عدن, قبل أن تستكمل عملها في تقصي الحقائق حول الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة.

وقال أحد أعضاء المجلس المحلي في عدن – فضل عدم ذكر اسمه – إن مغادرة اللجنة جاءت بعد استياء عم أعضاء المجلس المحلي بعدن جراء التصريح الذي أدلى به رئيس اللجنة البرلمانية سنان العجي والتي حملت براءة لرجال الأمن من الضلوع في سقوط القتلى والجرحى محملاً "طرفاً ثالثاً" بالتمركز في أسطح المنازل والعمارات واستهداف أفراد الأمن والمتظاهرين من الشباب.

وأضاف لـ"مأرب برس" أن عدداً من القيادات المحلية في عدن هاجمت بقوة اللجنتين الرئاسية والبرلمانية لتقصي الحقائق متهمة إياها بالانحياز إلى القيادات الأمنية, مشيراً إلى أن عدداً من الأهلي وأعضاء المجالس المحلية أبلغوا العجي وعبدالقادر هلال أنهم لن يتعاونوا مع اللجنتين قبل أن يتم تحميل الأمن مسؤولية الأحداث الدامية في المحافظة، وهو ما دفع اللجنتين إلى مغادرة عدن.

ولم يستبعد القيادي المحلي تكليف لجان أخرى للنزول إلى عدن وامتصاص غضب الأهالي.

ويرأس البرلماني سنان عبدالولي العجي اللجنة التي شكلها البرلمان للتحقيق في أحداث عدن, في حين يرأس الوزير عبدالقادر علي هلال لجنة التحقيق الرئاسية.

وكان سنان العجي قد أدلى بتصريح, أمس الاثنين, قال فيه: "إن الجرحى من الطرفين (المواطنون ورجال الأمن) يتفقون في التأكيد على أنهم كانوا ضحايا رصاص طرف ثالث تمركز في أسطح المنازل والعمارات ليستهدف أفراد الأمن والمتظاهرين من الشباب وأن الشباب المتظاهرين تعرضوا لاستغلال من قبل قوى سياسية دفعت بالشباب في معركة لا تخص الحقوق الشبابية بل تخص تلك القوى السياسية وأجندتها المدمرة".

ودعا العجي في تصريح نشرته أسبوعية "أخبار عدن" الصحفيين والإعلاميين "أن يحترموا شرف الكلمة ويبتعدوا عن التضخيم والتظليل والتجاذب السياسي بين أقطاب الصراع السياسي ويدافعوا عن الحقيقة وينتصروا للوطن وقضاياه, معتبرا دعوة السويدان لـ"تعطيل البلاد" جنون غير مقبول توجه من داعية دين كان الأحرى به استدعاء اليمنيين وأنصار رسول الله, الموصوفين بالإيمان والحكمة؛ لتحيكم العقل وحل مشاكلهم بدلا من الدعوة للفتنة وتعطيل البلاد", على حد قوله.

وكانت مديريتا خورمكسر والمنصورة قد شهدت أعمال تخريب وتكسير مساء أمس الاثنين شملت تكسير أعمدة الإنارة وتحطيم اللوحات الإعلانية وإشعال الحرائق والاعتداء على السيارات والمركبات، في حين أعلن الشباب المعتصمون في المخيمات الشبابية براءتهم من هذه الأعمال, متهمين أطرافاً أخرى بتنفيذ هذه الأعمال للإساءة لاحتجاجات الشباب.

وشهدت مديريات كريتر والمعلا والمنصورة ودار سعد مسيرات غاضبة بعد عصر اليوم الثلاثاء تنادي بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح في ظل غياب كامل للتواجد الأمني داخل المديريات، في حين اقتصر وجود المدرعات والعربات العسكرية والأمنية صباح اليوم على مداخل مديرية خورمكسر والطرق المؤدية إلى ساحة العروض.

كما شهدت عدد من مديريات المحافظة خروج عدد من طلاب الثانوية في مسيرات تنادي برحيل الرئيس صالح, مرددة وشعار: "لا دراسة لا تدريس إلا برحيل الرئيس", في حين توقفت العملية التعليمية في كامل مدارس المحافظة بدون استثناء.

إلى ذلك قام متظاهرون غاضبون ظهر اليوم الثلاثاء بإنزال صورة كبيرة للرئيس صالح من فوق مبنى المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بعدن, وقاموا بتمزيقها بعد أقل من أسبوع على إجبار متظاهرين لجنود شرطة المنصورة على نزع صورة للرئيس من مبنى الشرطة.

وعلم "مأرب برس" أن البنك الأهلي اليمني والعديد من الجهات الحكومية بعدن قاموا بإنزال صور الرئيس صالح من مبانيها؛ تجنباً لاستهدافهم من المتظاهرين.

*الصورة لـ"محمد العلواني" أول قتيل في الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام, عدن, الأربعاء 16/2/2011.